الأم ..
كونك أنجبت طفلاً فعليك أن تسخري حياتك لأجله وتضحي بكل شيء لأجله، تضحي باحلامك بطموحك، التضحية بنومك، بسعادتك. عليك حمايته، عليك رعايته وتربيته وتعليمه، عليك تهييء البيئة المناسبة له. وتقديم التنازلات الكبيرة من أجل الحفاظ عليه.
على عاتقك تقع مسؤولية ضخمة. ومن يقراء ولم يجرب قد يرى أن الإنجاب قد يكون شيء سيء، ولكن خلاف ذلك، انما هي السعادة بحد ذاتها.
الأم ..
احلم بالاستيقاظ نصف الليل على صوت بكاء طفلي فذلك لايزعجني.
احلم بتغيير حفاظته كل ساعتين لأعوده على النظافة.
احلم بإرضاع طفلي الجائع لتقوية مناعته واعطاءه التغذية الكاملة.
احلم بأن اجلس في بيتي اربعين يومًا والتركيز على هذا المخلوق الصغير.
نعم، احلم بهذا الذي يقول عنه البعض “ازعاج” واسميه “لحظات مميزة”، لتصبح فيما بعد “ذكريات جميلة”. ولكن بالطبع عندما أكون مستعدة، حتى أؤدي أمومتي على أكمل وجه.
الأم ..
الحنان
العاطفة
القوة
التضحية
المعلمة
المربية
البيت
المدرسة
السعيدة.
الأم ..
مجرد ان تحمل بطفلها وتنجبه، تمحى كل ذنوبها ويُقبل دعائها، وإن توفت وقت الإنجاب تكتب شهيدة. ومع التربية تكون الجنة تحت أقدامها.
الأم ..
قلبها الذي يدق لأطفالها ويمدها بالصبر عليهم وعلى هفواتهم، وعقلها الذي لايفكر الا بهم، ويدها تمسح شعرهم وتربت على اكتافهم ، وحضنها الحنون يحن عليهم، وعينيها التي تضعهم فيها وتغمض عليهم ، واذنيها التي تسمع لهم ولهمومهم وافراحهم، وفمها المبتسم يبعث في انفسهم الطمأنينة.
الأم ..
رغم كل ماعليها فعله وبذله لأجل اطفالها ورغم كل الجهد والتعب والإرهاق، فهي راضية بل وسعيدة على اكمل وجه. فعندما تحس بالتعب وبمجرد ابتسامة من طفلها فهي تنسى كل التعب وكل شيء تمر به.
الأم ..
كونك أم فأنت تؤدين أصعب وأهم وظيفة في الحياة.
مسؤولية وأمانة.
الأم ..
وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: “أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك”
وقد قال فيها احمد شوقي :
أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال: ائتني بفؤادِ أمك يا فتى ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ
لكنه من فرطِ سُرعته هوى فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ
ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفرٌ: ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضررْ؟
فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ
ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ
وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ
ويقول: يا قلبُ انتقم مني ولا تغفرْ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ
واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ
ناداه قلبُ الأمِّ: كُفَّ يداً ولا تذبح فؤادي مرتين ِ على الأثر
وقال المعرّي:
العيش ماضٍ فأكرم والديك به
والأمّ أولى بإكرامٍ وإحسان
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه
أمران بالفضل نالا كلّ إنسان.
وقال الشافعي:
واخضع لأمّك وأرضه
فعقوقها إحدى الكبر.